قال تعالى :-(زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ) .
يخبر تعالى عما زين للناس في هذه الحياة الدنيا من أنواع الملاذ من النساء والبنين فبدأب:-
1- النساء :-
لأن الفتنة بهن أشد كما ثبت في الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال [ ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء ] فأما إذا كان القصد بهن الإعفاف وكثرة الأولاد فهذا مطلوب مرغوب فيه مندوب إليه كما وردت الأحاديث بالترغيب في التزويج والاستكثــــــار منه [ وإن خير هذه الأمة من كان أكثرها نساء ] وقوله صلى الله عليه وسلم [ الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة إن نظر إليها سرته وإن أمرها أطاعته وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله ] وقوله في الحديث الاخر [حبب إلي النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة ] وقالت عائشة رضـي الله عنها : (لم يكن شيء أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من النساء إلا الخيل وفي رواية من الخيل إلا النساء) .
2- البنين :-
تارة يكون للتفاخر والزينة فهو داخل في هذا وتارة يكون لتكثير النسل وتكثير أمة محمد صلى الله عليه وسلم ممن يعبد الله وحده لا شريك له فهذا محمود ممدوح كما ثبت في الحديث [تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة]
3- المال :-
كذلك تارة يكون للفخر والخيلاء والتكبر على الضعفاء والتجبر على الفقراء فهذا مذموم وتارة يكون للنفقة في القربات وصلة الأرحام والقرابات ووجوه البر والطاعات فهذا ممدوح محمود شرعا وقد اختلف المفسرون في مقدار القنطار على أقوال وحاصلها أنه المال الجزيل كما قاله الضحاك وغيره وقد قال الإمام أحمد : حدثنا عبد الصمد حدثنا حماد عن عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [القنطار اثنا عشر ألف أوقية كل أوقية خير مما بين السماء والأرض] وعن أم الدرداء عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [من قرأ مائة آية لم يكتب من الغافلين ومن قرأ مائة آية إلى ألف أصبح له قنطار من أجر عند الله القنطار منه مثل الجبل العظيم ] وعن أنس بن مالك قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله تعالى { والقناطير المقنطرة } ؟ قال [القنطار ألفا أوقية] صحيح على شرط الشيخين وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي حدثنا عارم عن حماد عن سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال (القنطار ملء مسك الثور ذهبا)
4- الخيل المسومة :-
على ثلاثة أقسام :- تارة يكون ربطها أصحابـــــها معدة لسبيل الله متى احتاجوا إليها غزوا عليها فهؤلاء يثابون وتارة تربط فخرا ونواء لأهل الإسلام فهذه على صاحبها وزر وتارة للتعفف واقتناء نسلها ولم ينس حق الله في رقابها فهذه لصاحبها ستر كما سيأتي الحديث بذلك إن شاء الله تعالى عنـــــــد قوله تعالى { وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل } الاية وأما المسومة فعن ابن عباس رضي الله عنهما : المسومة الراعية والمطهمة الحسان وكذا روي عن مجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير وعبد الرحمن بن عبد الله بن أبزى والسدي والربيع بن أنس وأبي سنان وغيرهم وقال مكحول : المسومة الغرة والتحجيل وقيل : غير ذلك وقد قال الإمام أحمد : حدثنا يحيى بن سعيد عن عبد الحميد بن جعفر عن يزيد بن أبي حبيب عن سويد بن قيس عن معاوية بن حديج عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ليس من فرس عربي إلا يؤذن له مع كل فجر يدعو بدعوتين يقول : اللهم إنك خولتني من بني آدم فاجعلني من أحب ماله وأهله إليه أو أحب أهله وماله إليه ]
5- { والأنعام }:-يعني الإبل والبقر والغنم
6- { والحرث } :- يعني الأرض المتخذة للغراس والزراعة وقال الإمام أحمد : حدثنا روح بن عبادة حدثنا أبو نعامة العدوي عن مسلم بن بديل عن إياس بن زهير عن سويد بن هبيرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال [ خير مال امرىء له مهرة مأمورة أو سكة مأبورة ] المأمورة : الكثيرة النسل والسكة : النخل المصطف والمأبورة : الملقحة